تدخل البورصة المصرية مرحلة جديدة خلال الفترة المقبلة مع دخول نوعية جديدة من الاكتتابات الضخمة إلى السوق تشهدها على مدار الأشهر المقبلة، ربما تختلف كما ونوعا عن سالفها من الاكتتابات بعد أن تغيرت ثقافة المستثمرين السوق لتصبح أكثر قدرة على استيعاب الاكتتابات والأطروحات الضخمة مع تزايد سعة السوق وقدرته وسيولته وعدد المستثمرين فيه.
وقال محللون وخبراء اقتصاديون مصريون لـ «البيان» إن الفترة المتبقية من عام 2007 والعام المقبل 2008 ستشهد ثقافة جديدة من الاكتتابات من خلال طرح كيانات عملاقة وليست شركات صغيرة باحثة عن التمويل تبدأ هذه الاكتتابات بطرح اكتتاب مجموعة طلعت مصطفى القابضة بقيمة تصل إلى 5 مليارات جنيه وسط توقعات بجذب اكبر من 50 مليار جنيه إلى السوق «9 مليارات دولار»
ليعد الأكبر والأضخم في تاريخ البورصة المصرية يليه بعد أسابيع قليلة اكتتاب بنك الإسكندرية رابع اكبر البنوك العامة فى مصر بقيمة يتوقع لها أن تتجاوز 8 مليارات جنيه ثم اكتتاب بنك القاهرة بقيمة تقارب نفس القيمة السابقة تقريبا.
وقال الخبراء انه منذ طرح اكتتاب المصرية للاتصالات قبل نحو عامين تغيرت مفاهيم الاكتتابات والأطروحات في البورصة المصرية بعد أن نجحت في أن تجذب شرائح جديدة من المستثمرين أولهم المواطن العادي الذي حول مدخراته من البنوك والبريد إلى الاستثمار في البورصة المصرية وكان وقتها اكتتاب المصرية للاتصالات الأكبر في تاريخ البورصة بقيمة بلغت 5. 3 مليارات جنيه.
وتشهد البورصة المصرية اعتبارا من هذا الأسبوع الاكتتاب في الطرح الجديدة لشركة طلعت مصطفى القابضة التي تعد أكبر شركة للاستثمار العقاري فى المنطقة العربية برأسمال مرخص به يبلغ 30 مليار جنيه لتأتى بثقافة جديدة وأسلوب جديد للاكتتابات في بورصة الأوراق المالية المصرية.
يقول المهندس هشام طلعت مصطفى رئيس مجلس إدارة شركة طلعت مصطفى القابضة إن الطرح سيتم من خلال البورصة المصرية عبر طرح نحو 395 مليون سهم بقيمة تتراوح ما بين 10 جنيهات و16. 12 جنيها للسهم الواحد.
وأضاف أن الطرح ينقسم إلى طرحين عام وخاص حيث يشمل الطرح العام 65 مليون سهم يخصص للمستثمرين الأفراد وصغار المستثمرين بالإضافة إلى 330 مليون سهم لشريحة الاكتتاب الخاص لمستثمرين ذوى ملاءة مالية كبيرة والصناديق والمحافظ الاستثمارية والبنوك منها 115 مليونا فقط في مصر و215 مليونا خارج مصر.
وأشار إلى أن الطرح يأتي مواكبا للطفرة الاقتصادية التى تشهدها مصر على كافة الأصعدة من حيث معدلات النمو وزيادة الاستثمارات الأجنبية بالإضافة إلى الانتعاش الكبير الذي تشهد السوق العقارية فى مصر والمنطقة بشكل عام.
وأوضح أن طرح حصة من مجموعة طلعت مصطفى القابضة للاكتتاب في بورصة الأوراق المالية المصرية يعد الأكبر في تاريخ البورصة حيث تتجاوز قيمة الطرح نحو 5 مليارات جنيه، بما سيسهم في زيادة نشاط البورصة المصرية وجذب شرائح عديدة وجديدة إلى السوق.
وأكد أن الشركة قامت بعقد مقابلات ترويجية مع أكثر من 500 مؤسسة وصناديق ومحافظ استثمارية من جميع أنحاء العالم خاصة في الأسواق الخليجية والأوروبية والأميركية، متوقعا أن يجذب الطرح نوعية جديدة من المستثمرين الأجانب إلى البورصة المصرية.
ولفت مصطفى إلى أن حصيلة الطرح ستستخدم في تمويل توسعات الشركة في داخل مصر وخارجها خاصة أن الشركة تعتزم الدخول في أسواق جديدة على رأسها الأسواق الخليجية.
وقال إنه تم مراعاة أن يكون سعر الاكتتاب للأفراد اقل من المؤسسات والمحافظ في الشريحة الخاصة بنسبة 5 في المائة كي يكون مشجعا لهم مشيرا إلى أن السعر النهائي سيتم تحديده خلال جلسة المزايدة للطرح الخاص والتي ستعقد في لندن يوم 15 نوفمبر الجاري.
وقال هشام طلعت مصطفى إن هناك سيولة ضخمة في الأسواق العالمية تبحث عن استثمار مشيرا إلى أن مثل هذه الاكتتابات الضخمة من شأنها أن تنجح في جذب جزء كبير من هذه السيولة.
وأضاف أن الطرح سيساعد على زيادة نشاط القطاع العقاري داخل البورصة المصرية خاصة الشركات ذات الأداء المالي القوي وهو ما سيكون محددا في مدى إقبال المستثمرين على شراء الأسهم.
ونفى أن يكون للطرح الكبير تأثير سلبي على أداء البورصة المصرية مشيرا إلى أن البورصة المصرية تزخر بسيولة ضخمة قادرة على استيعاب اى أطروحات، وكلما اتسعت قاعدة الشركات المقيدة كلما ساهم ذلك في زيادة نشاط السوق.
ويرى خالد عيد محلل أسواق المال إن اكتتاب طلعت مصطفى القابضة سيكون من الاكتتابات الناجحة في البورصة المصرية خاصة أن الشركة تعد من الكيانات الضخمة ليس في قطاع العقارات والإسكان فقط ولكن في الاقتصاد المصري بشكل عام كما أنها تعد من الكيانات الضخمة على المستوى الاقليمى وتعمل في كثير من المجالات.
وقال إن تغطية أكثر من نصف الاكتتاب بشكل عام وثلثي الاكتتاب فى الشريحة الخاصة في الأسواق الخارجية قبل طرحه في السوق المصرية يؤكد الثقة في الشركة وفى نجاح الاكتتاب والثقة أيضا في الاقتصاد المصري وهو ظاهرة ربما تكون غير مسبوقة في تاريخ الاكتتابات فى البورصة المصرية أن يتم تغطية أكثر من نصف اكتتاب شركة فى الخارج قبل طرحها فى السوق الداخلية.
وتوقع أن يتم تغطية الاكتتاب فى السوق المصرية بأكثر من 10 مرات وهو ما يعنى أن الاكتتاب سيجذب سيولة إلى البورصة المصرية تقدر بنحو 50 مليار جنيه نظرا لان قيمة الاكتتاب تصل إلى 5 مليارات جنيه، كما انه سيتم نحو 30 مليار جنيه لرأس المال السوقي للبورصة المصرية.
وأشار إلى أن الشركة تعد من اكبر الكيانات الاقتصادية في السوق المصرية حيث إنها نتجت عن اندماج 4 شركات عملاقة في مجال المقاولات والاستثمار العقاري في مصر على رأسها العربية للتطوير العمراني والإسكندرية للاستثمار العقاري وسان ستيفانو مشيرا إلى أنها رفعت رأسمالها من 50 مليون جنيه إلى 30 مليارا.
وأشار إلى أن الشركة تعتزم التوسع إقليميا بشكل كبير خاصة في السوق السعودية بما يؤكد وجود فرص استثمارية كبرى وتطلعات وفرص نمو كبرى في المستقبل. وأوضح أن السيولة التي ستدخل اكتتاب طلعت مصطفى سيعاد ضخها من جديد في قطاعات البورصة المصرية بعد مضي وقت من التداول على سهم الشركة وهو ما سيساهم في زيادة سيولة السوق.
وقال محمد عبد القوي محلل أسواق المال إن اكتتاب طلعت مصطفى لن ينعكس ايجابيا على الشركة فقط ولكن على قطاعات السوق الأخرى خاصة المرتبطة بنشاط شركة طلعت مصطفى مثل المقاولات والإسكان والعقارات والسياحة حيث سيتم عمل إعادة تقييم لهذه الأسهم والشركات من جديد.
وأضاف أن إضافة اسهم جديدة تتميز بالقوة منذ بدايتها ويعد امرا ايجابيا للبورصة المصرية وهو يعد من أسهم الاستثمار وليس أسهم المضاربة. وأشار إلى أن طلعت مصطفى القابضة نتجت عن اندماج كيانات ضخمة مثل العربية للتطوير العمراني بقيمة بلغت 15 مليار جنيه والإسكندرية للاستثمار العقاري بقيمة بلغت5. 3 مليارات جنيه
وسان ستيفانو للاستثمار العقاري بقيمة اقتربت من مليار جنيه وكلها صفقات تعد الأكبر في البورصة المصرية خلال عام 2007. وأوضح أن اكتتاب طلعت مصطفى سيجلب إلى البورصة المصرية ما يقدر بنحو 5. 3 مليارات جنيه استثمارات أجنبية إلى البورصة المصرية بعد تغطية نحو ثلثي الطرح الخاص في الأسواق الخارجية كما سيجلب مؤسسات ومحافظ استثمارية جديدة إلى البورصة المصرية.
وأكد أن الطرح يأتي في وقت تعيش البورصة المصرية فيه أفضل حالتها مع بلوغ مؤشرات السوق ومعدلات التداول إلى مستويات قياسية متزامنة مع صدور تقارير اقتصادية ومحلية تؤكد كفاءة أداء الاقتصاد المصري وأنه يسير في الاتجاه الصحيح وهو ما انعكس بصورة مباشرة على أداء البورصة المصرية.
ويقول صلاح عبدالله محلل أسواق المال أن الانتعاش الذي تشهده البورصة المصرية أمر طبيعي بعد استمرار الطلب علي أسهم القطاعات المختلفة والذي يدل على نضج الانتقاء من قبل المستثمرين الأفراد وأيضاً صناديق الاستثمار مما أدى إلي طفرات سعرية في قطاعات المقاولات والبنوك والأسمنت.
كما أن إجمالي التداول اليومي في الفترة الماضية لم يقل في المتوسط عن مليار جنيه مما يدل على أن التنفيذات عالية وهو يرى أن كل هذه الظواهر تدعم السوق وتدفعه لمزيد من الانتعاش.
ورأى أن الفترة القادمة ستشهد طفرة في نشاط البورصة خاصة مع استمرار ظهور المؤشرات الإيجابية للسوق المصري وأهمها زيادة احتياطيات البنك المركزي متجاوزا 30 مليار جنيه وهو رقم قياسي لم تصل إليه من قبل يدعم ثقة المستثمرين الأجانب في الاقتصاد والبورصة.
موضوع: اكتتاب «طلعت مصطفى» يجذب 9 مليارات دولار إلى البورصة المصرية 
الأحد أغسطس 03, 2008 8:57 am
