SiLVeR
عدد الرسائل : 111 العمر : 44 العمل/الترفيه : صيانة و برمجة الكمبيوتر الاوسمة : تاريخ التسجيل : 09/05/2008
| موضوع: سيرة الرسول-صلى الله عليه وسلم- الجزء الثالث الإثنين سبتمبر 01, 2008 8:00 am | |
| من الشباب إلى البعثة
ورث محمد -صلى الله عليه وسلم- عن آبائه المجد والمكانة، وحفظه الله أن تصيبه لوثات الجاهلية، كما طهره من أدرانها، فكان خلقه قبل البعثة مثلاً بين قريش، لكنه -صلى الله عليه وسلم- لم يرث عن آبائه متاعًا أو تجارة فكان على شرف نسبه، وسمو مكانته، يسعى فى الأرض، يفتش عن رزقه، ويكدح يومه مجابهًا شظف العيش، وخشونة الحياة، وهو فى ذاك يتنقل بين رعى الغنم، والتجارة لخديجة، التى تزوجها بعد أن رأت من كريم خلقه مالم تر فى أحد من قريش، ويبقى بناء الكعبة والتحكيم بين المختلفين فيها أحد أهم الحوادث التى شارك فيها قبل بعثته.
رعى الغنم
مثله فى ذلك مثل النبيين من قبله، كان محمد -صلى الله عليه وسلم- يرعى الغنم، يمضى نهاره مستظلاً بسماء ربه، ويقضى يومه حر الخطا يتجول بين المراعى، حر البصر يقلبه فى أرجاء الكون الواسع حوله، حر الفؤاد يتنقل به بين فكرة وفكرة! ثم هو مع ذلك لا يهيم بعيدًا فى الخيال، بل يحفظ يقظته لتحفظ له غنمه الشاردة عن أنياب الذئاب، تعلم ذلك حين رعى الغنم قديمًا فى بنى سعد، وثابر عليه وهو يرعاها الآن - على قراريط- لأهل مكة.
التجارة لخديجة
بينا أبو طالب يمر فى أسواق مكة إذ علم أن خديجة تستأجر الرجال لتبعثهم فى تجارتها إلى الشام مقابل بكرين -أى جملين- فاستأذن أبو طالب محمدًا -صلى الله عليه وسلم- ثم عدا على خديجة فعرض عليها استئجار محمد على أربعة بكار، فأسرعت بالموافقة، وقيل بل هى التى أرسلت إليه تستأجره، على أن تعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره من التجار، لما سمعت من كرم خلقه، وصدق حديثه، فأجابها وعمره حينئذ خمسة وعشرون عامـًا. وارتحل محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى الشام بتجارة خديجة، وفى صحبته غلامها ميسرة، فباع واشترى، ورأى ميسرة من عظيم أمانته وصدق حديثه، وفضل خلقه، ما جعله يسارع إلى خديجة عند عودته ليقص عليها ما رآه من هذا الرجل العظيم، وقد لمست هذه السيدة الكريمة فضل محمد -صلى الله عليه وسلم- حين وجدت تجارتها بخلقه وعذوبته قد تضاعفت -أى بلغت الضعف-، مما قوَّى فى صدرها رغبتها فى الزواج منه.
زواجه -صلى الله عليه وسلم- من خديجة
إن سما للمرأة نسبها، وعلا شرفها، واكتست بالعقل، ثم هى مع ذلك قد بسط لها الثراء، فما مطمع نفسها سوى فى زوج كريم شريف تعيش معه، وتستند إليه، زاد ثراء هذا الزوج أم لم يزد! فما الحاجة لثرائه والمال موجود؟! وما الخوف على المال والخلق والشرف مانع وحجاب؟! وإن كانت هذه المرأة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى بن كلاب -أفضل نساء قومها نسبًا وثروة وعقلاً- فمن يكون هذا الزوج الكريم سوى محمد -صلى الله عليه وسلم-؟ أليست هى قد خبرته؟ ألم تشركه فى تجارتها؟ فما وجدت إلا خيرًا وفضلاً، ألا تعلم نسبه وشرفه فى قومه؟ فلم التباطؤ والتكاسل، وهى المرأة الحازمة ذات العزم والجلد؟. أسرت خديجة -رضى الله عنها- إلى صديقتها نفيسة بنت منية برغبتها تلك، فهى تعلم من كرم خلقه -صلى الله عليه وسلم- أنه لن يبذل ماء وجهه فى طلب يدها، مزاحمًا أغنياء قريش وسادتها، على فقر يديه وقلة ماله، دفعت خديجة صاحبتها إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- تفاتحه أن يتزوج خديجة، فأنست منه رغبة فى زواجها، وخشية من رفض طلبه لضيق ذات يده، فطمأنته بنت منية قائلة: علىّ ذلك. وعادت بعدها تزف إليه موافقة خديجة على طلبه، وتحديدها الساعة التى يأتى فيها بأهله ليطلبها من أهلها، وما كادت الساعات تمر حتى كان أبو طالب قد صحب محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، وطلب زواج خديجة -رضى الله عنها- لابن أخيه من عمها عمر بن أسد، فتم الزواج المبارك الميمون الذى نعمت خديجة فى ظلاله بزواج سيد الخلق كلهم -صلى الله عليه وسلم- ونعم محمد فيه من خديجة -التى أرسل الله إليها تحيته مع الروح الأمين- بحنان دون ضعف، وحزم دون عنف، ومساندة فى كل وقت، ولم يتزوج النبى -صلى الله عليه وسلم- عليها غيرها حتى ماتت، وكل أولاده منها سوى إبراهيم، ولدت له أولاً القاسم، وبه يكنى، ثم زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وعبدالله الملقب بالطيب والطاهر، وقد تزوجها وهو فى الخامسة والعشرين من عمره وقد كانت هى فى الأربعين من عمرها.
حفظ الله له -صلى الله عليه وسلم-
امتاز محمد -صلى الله عليه وسلم- بعقل راجح، وحلم وافر، ومتع بصائب الفكر، وسديد النظر، وعقل المرء لا شك يوجهه إلى الخير والحق، خاصة إن صادف عزيمة وجدًا كعزيمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وجده، لكن يبقى المرء مع ذلك كله بحاجة إلى هداية تأتيه من السماء، فإن عدمها كان للعرف -صلح أو فسد- على سلوكه تأثير كبير. هفت نفسه -صلى الله عليه وسلم- أن يشارك شباب مكة سمرهم، فأوصى غلامـًا يرعى معه الغنم بأعلى مكة على غنمه، حتى إذا همّ بدخول مكة، ضرب الله على أذنيه فنام، حتى أيقظته الشمس بحرها، ورفع إزاره يتقى به الحجارة حين شارك أهل مكة بنيانهم الكعبة، فخر على الأرض وأفاق قائلاً إزارى إزارى، حتى شده عليه، وكأن الله يأبى أن يكون لنبيه الكريم ماضٍ يشينه ولو قبل البعثة وحمل الرسالة.
خلقه قبل البعثة قد يتزين المرء أمام الناس دهرًا، لكنه لا يستطيع أن يفعل ذلك دومًا دون هنة أو هفوة، وقد يتصنع المرء ويتكلف خارج بيته، لكنه لا يستطيع أن يحافظ على تصنعه ذلك وتكلفه داخل بيته وبعد أن يوصد بابه، أما أن يوصف محمد -صلى الله عليه وسلم- بدوام الصدق والأمانة من أعدائه قبل أصدقائه، وأما أن تقول عنه زوجه خديجة -رضى الله عنها-: إنه يحمل الكل، ويكسب المعدوم، ويقرى الضيف، ويعين على نوائب الحق. فذلك ما يؤكد أصالة خلقه، وزكاة معدنه. عاش محمد مع قريش، وخالط رجالاتها، فما رؤى يومًا سابًا، أو مجادلاً، أو صخابًا فى الأسواق، عافت نفسه الخمر، وعزفت نفسه عما ذبح على النصب، ونأى بعيدًا عن الأوثان واحتفالاتها الباطلة، كان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقًا، وأعزهم جوارًا، وأعظمهم حلمًا، وأصدقهم حديثًا، وألينهم عريكة، وأعفهم نفسًا، وأكرمهم خيرًا، وأبرهم عملاً، وأوفاهم عهدًا، وآمنهم أمانة، حتى سمّاه قومه لذلك كله الصادق الأمين- صلى الله عليه وسلم . | |
|
أسيرة الحرمان
عدد الرسائل : 280 العمر : 41 الموقع : جده العمل/الترفيه : تطوير المنتدى الاوسمة : اعلام : مزاج : الوظيفة : تاريخ التسجيل : 03/05/2008
| موضوع: رد: سيرة الرسول-صلى الله عليه وسلم- الجزء الثالث السبت نوفمبر 22, 2008 12:18 am | |
| | |
|
Eros Admin
عدد الرسائل : 338 الموقع : https://eros.mam9.com الاوسمة : مزاج : الوظيفة : تاريخ التسجيل : 09/09/2007
| موضوع: رد: سيرة الرسول-صلى الله عليه وسلم- الجزء الثالث السبت نوفمبر 29, 2008 2:00 pm | |
| | |
|