SiLVeR
عدد الرسائل : 111 العمر : 44 العمل/الترفيه : صيانة و برمجة الكمبيوتر الاوسمة : تاريخ التسجيل : 09/05/2008
| موضوع: سيرة الرسول-صلى الله عليه وسلم- الجزء التاسع الإثنين سبتمبر 01, 2008 8:49 am | |
| عوامل الصبر والثبات عشر سنوات كاملة قضاها المسلمون مع نبيهم تحت وطأة التعذيب، يكتوون بجمر قريش، ويسامون الضيم من سفهائها فما تخلف أحد منهم عن دينه، وما نقص يومًا عددهم أو إيمانهم، ولقد كان وراء ذلك من ثبات على العقيدة، وانتشار للدعوة رغم حلكة ظروفها، عوامل بارزة وأسباب عديدة: أولها- إيمانهم العميق بالله: حتى إنهم عرفوه حق المعرفة، فملأ اليقين قلوبهم، وهانت الشدائد على نفوسهم. ثانيها- قيادتهم المحبوبة: محمد -صلى الله عليه وسلم- الرجل الكريم الذى تجتمع عليه الأفئدة، وتنجذب إليه النفوس، ويوقن بقدره، ويعترف بذلك الأعداء له قبل الأصدقاء. ثالثها- الشعور بالمسئولية: حتى إن أحدثهم إيمانًا يعلم علمًا أكيدًا، أنه مكلف من ربه -عز وجل- بحمل الرسالة إلى العالمين، والصبر من أجل ذلك. رابعها- اليقين بالآخرة: وحسبهم أن يروا البعث والحساب، والجنة والنار، رؤية العين حتى يعملوا فلا يملوا، ويصبروا فلا يكلوا. خامسها- القرآن: الذى كان الوحى يأتى به صباح مساء، يعالج قضاياهم الآنية، ويجيب عن أسئلتهم الحائرة، ويرد على خصومهم وأعدائهم، ويطوف بهم فى أرجاء الكون الواسع، ثم يعرج بهم إلى ما خلف هذا الكون، فتنشرح صدورهم، وتثبت أقدامهم. سادسها- البشارات: التى كان القرآن يتنزل بها، والنبى -صلى الله عليه وسلم- يحدثهم عنها فهم فى صبرهم ذلك موقنون بالنصر، متحينون مقدمه. سابعها- هذه التربية الدقيقة التى كان يقوم بها النبى بنفسه، فيغذى أرواحهم، ويزكى نفوسهم، ويطهر أخلاقهم يومًا بعد يوم، من أدران الجاهلية ولوثاتها. ثامنها- أنهم مع هذا كله لم يكونوا قاعدين مستسلمين لما يسومهم به مشركو مكة من التعذيب والتنكيل منتظرين فرج الله دون عمل، بل كان للقوم طريق واضح، يبصرونه جميعًا، ويسيرون عليه دأبًا؛ للخروج من هذه الأزمة الطاحنة.
المقاومة السلمية من بين ثلاثمائة صنم يحوطون الكعبة، وآلاف المخمورين الذين يجوبون طرقات مكة، ويطرقون دور البغاء بها صباحًا ومساءً، خرجت الدعوة الخاتمة للعالمين، والدعوة الوليدة تصطدم فى جوهرها بنظم مكة العتيقة، وحياة أهلها، فهل يكتب على المؤمنين بها أن يصطدموا بأهل مكة، والدعوة بعد فى أولى خطواتها؟. لقد نهاهم القرآن أن يسبوا الآلهة الصماء، وامتنعوا هم أن يردوا إلى المشركين إساءاتهم ومكائدهم اللئيمة. إن العربى الذى كان يقيم حربًا لسنوات طويلة ولا يقعدها من أجل أن فرسًا سبقت أخرى دون حق، صار اليوم بعد أن دخل دين الله يعرف كيف يضبط نفسه، ويشكم جماحها، فقد تعلم من نبيه -صلى الله عليه وسلم- الإخلاص، فإلام الثأر والانتقام؟! ألحظ نفسه؟، حاشاه أن يفعل! أما إن كان لله ورسوله ودينه العمل فالخير إذن فى الصبر والاحتمال. كانت هذه الخطة بليغة الأثر فى نفوس أهل مكة ومن حولها، فهم يرون قومًا لا يقولون إلا شهادة الحق، ثم يرون آخرين ثائرى الرأس، معكرى المزاج، يسومونهم خسفًا بعد خسف، ويذيقونهم ظلمًا وعدوانًا، فكان هذا المنظر يهيج النفوس الكريمة؛ لسماع دعوة الحق الطاهرة، النقية الواضحة، التى لم تشوش على نفسها بحرب أو قتال، وتركت المجال فسيحًا لآيات الله فحسب، تبين الحق، وتنير السبيل، وترد على المشركين.
إنقاذ المستضعفين
لم يكن موسرو المسلمين حين يلتقون مع الفقراء والضعفاء منهم يرون أن واجبهم تجاههم هو السلام والتبسم، ثم صالح الدعاء فحسب، بل كانوا يعلمون أن عليهم أن ينقذوا هؤلاء المستضعفين الذين آمنوا بالله ربًا، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا ورسولاً، وإن أنفقوا فى سبيل الله مالهم كله، أليسوا هم يعلمون أن أخوة الإسلام تعلو على أخوة النسب؟ ألا ينبغى لهم أن يكونوا أسرة واحدة متكافلة متكاتفة؟. لقد حرر أبو بكر الصديق -رضى الله عنه- وحده ست رقاب، بلال سابعهم، وأجاب أباه حين قال له: يا بنى إنى أراك تعتق رقابًا ضعافًا، فلو أنك إذا فعلت أعتقت رجالاً جلدًا يمنعونك ويقومون دونك؟! أجابه قائلاً: يا أبت، إنى إنما أريد ما أريد لله عز وجل.
الاستفادة من قوانين الشرك
عاشت الدعوة زمنًا طويلاً فى مجتمع تحكمه قوانينه، والمجتمع المشرك بمكة ما كانت تحكمه إلا قوانين الشرك، وشريعة عباد الأوثان، لكن الدعوة وهى تسعى بين دروب هذا المجتمع، ما كانت تسأل نفسها حين تجد قانونًا من قوانين مكة، من وضع هذا القانون؟، إنما كانت تستبدل به سؤالين: هل يناقض هذا القانون شريعة الإسلام أو أحكامه؟، وهل يفيدنى هذا القانون بشىء. فإن كانت الإجابة الأولى بلا والثانية بنعم، تناولته ومضت تعبِّد به طريقها!. يحق للضعيف أن يدخل فى جوار قوى فلا يهضم حقه أو يمس عرضه أحد قوانين مكة يومئذ، لاقته الدعوة فى طريقها، فوجدته متفقًا مع مبادئها، خادمًا لمصلحتها، فاستفادت به أيما فائدة، محمد -صلى الله عليه وسلم- يجهر بدعوته ليل نهار، وهو فى جوار عمه، فلا يمسه سوء وأبو بكر صاحبه الصديق يخرج من مكة مهاجرًا إلى الحبشة فيلقاه ابن الدغنة سيد قبيلة القارة، فلا يرضى بذلك، بل يقول له: إن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يُخرج، إنك تكسب المعدوم، وتحمل الكل، وتقرى الضيف، وتعين على نوائب الحق، فأنا لك جار، ارجع واعبد ربك ببلدك، ويعود أبو بكر إلى مكة فى جوار مشرك يحفظ للكبار أقدارهم.
عدم المساومة على العقيدة
لم يقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قريش المساومة على عقيدته، وكذلك فعل المسلمون، وموقف جعفر بن أبى طالب ممثلاً للمسلمين المهاجرين إلى الحبشة أمام النجاشى ملكها يؤكد ذلك، وقد وردت أخبار عن اضطرار بعض الصحابة أن يقولوا فى الإسلام قولاً مكروهًا تحت وطأة تعذيب لا يتحمله بشر، فهل كان هؤلاء السابقون الأجلاء فى موقف مساومة؟!. كلا، فقد نزل فيهم (..إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان).
المشاركة بين الأديان السماوية
وقف أبو جهل ذات يوم فى نفر من قريش يعترض ركبًا قد همّ بمغادرة مكة قائلاً: خيبكم الله من ركب، بعثكم من وراءكم من أهل دينكم ترتادون لهم، وتأتونهم بخبر الرجل، فلم تطمئن مجالسكم عنده حتى فارقتم دينكم وصدقتموه بما قال! ما نعلم ركبًا أحمق منكم. أما الركب فكان وفدًا من نصارى الحبشة، وأما الرجل الذى سعوا فى خبره فقد كان محمدًا -صلى الله عليه وسلم- ذلك النبى الذى جلسوا عنده يسألونه، فتلا عليهم القرآن حتى فاضت أعينهم من الدمع. وقديمًا قبل هذه الوقعة حزن المسلمون لفوز الفرس عباد النار على الروم المسيحيين، حتى ليتراهن أبو بكر وأحد المشركين على نصر الروم على الفرس فى بضع سنين، وكما كان الحال مع النصارى كان مع اليهود، فالمسلمون فى هدنة مع هذين الطرفين، حتى إن مشركى مكة حين عادوا بأسئلة يهود يثرب إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- فأجابهم، شعروا أن كلا الفريقين والمسلمين واليهود فى خندق واحد. والناظر فى ثنايا السيرة يشعر أن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وصحبه كانوا يبحثون عن نقاط الالتقاء، ويسعون نحو التقارب، مع من يقابلونه رغم عدم مساومتهم على العقيدة. | |
|
أسيرة الحرمان
عدد الرسائل : 280 العمر : 41 الموقع : جده العمل/الترفيه : تطوير المنتدى الاوسمة : اعلام : مزاج : الوظيفة : تاريخ التسجيل : 03/05/2008
| موضوع: رد: سيرة الرسول-صلى الله عليه وسلم- الجزء التاسع السبت نوفمبر 22, 2008 12:24 am | |
| | |
|
Eros Admin
عدد الرسائل : 338 الموقع : https://eros.mam9.com الاوسمة : مزاج : الوظيفة : تاريخ التسجيل : 09/09/2007
| موضوع: رد: سيرة الرسول-صلى الله عليه وسلم- الجزء التاسع السبت نوفمبر 29, 2008 1:55 pm | |
| | |
|