SiLVeR
عدد الرسائل : 111 العمر : 44 العمل/الترفيه : صيانة و برمجة الكمبيوتر الاوسمة : تاريخ التسجيل : 09/05/2008
| موضوع: سيرة الرسول-صلى الله عليه وسلم- الجزء الثامن الإثنين سبتمبر 01, 2008 8:42 am | |
| إثارة الشبهات
كما فعل فرعون مع موسى -عليه السلام- حين واجهه، فحاد عن حق موسى القوى، وطاشت سهام كلامه هنا وهناك، فإن عرب مكة المشركين أرادوا أن يصرفوا آذان الناس وقلوبهم عن سماع الحق، فطاشت سهامهم يمنة ويسرة، تريد أن تصيب الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومن معه باتهامه بالوضع أو بالسماع من غيره من البشر، أو حتى بأنه -صلى الله عليه وسلم- بشر يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق، أما الحق الذى معه، أما قرآن رب العالمين، فهم لا يقوون على مجابهته أو تحديه، حتى لو استفزهم محمد -صلى الله عليه وسلم- وتحداهم أن يأتوا بمثله، لكن شبهاتهم الباطلة توارت حياءً أمام الحق المبين، فكان الاضطهاد.
إشغال الناس
علمت قريش أن اتهام محمد -صلى الله عليه وسلم- بالكذب أو الجنون، ورميه بالكهانة أو السحر لا طائل خلفه، وظنوا بسقيم عقولهم أن الناس إنما يجتمعون حوله لعذوبة حديثه، وجمال منطقه، وتناسوا الحقيقة الناصعة، أنهم يجتمعون حوله لصدق حديثه، وقوة منطقه، إذ حديثه هو قرآن رب العالمين، وتمادى القوم فى غيهم فرأوا أن يصنعوا حديثًا جذابًا كحديث محمد!! وبادر النضر بن الحارث لتنفيذ هذه الخطة العليلة فذهب إلى الحيرة، وتعلم بها حكايات ملوك فارس وأحاديث رستم وإسفنديار، ثم عاد يزاحم النبى -صلى الله عليه وسلم- مجلسه ويقول: والله ما محمد بأحسن حديثًا منى! ثم يتساءل دهشًا: بماذا محمد أحسن حديثًا منى؟ ولأن حديث النضر لا يجذب إلا البلهاء مثله ممن يهوون الأساطير والترهات غناءً عن الحقيقة الناصعة فقد اشترى بعض المغنيات، حتى إذا سمع أن رجلاً قد مال إلى النبى -صلى الله عليه وسلم- سلطها عليه، تطعمه وتسقيه وتغنى له، حتى لا يبقى له ميل إلى الإسلام!!.
المساومة
لأن عبادة قريش للأصنام تدر عليهم ربحًا وفيرًا، وتنشط تجارتهم، فقد ساوم المشركون محمدًا-صلى الله عليه وسلم-على العقيدة كما يفعلون فى البيع والشراء، محاولين الوصول إلى تسوية ملائمة!! فذهبوا إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- يعرضون عليه أمرًا عجيبًا: أن يعبدوا إلهه عامًا ويعبد آلهتهم عامًا بعده؛ حتى تتراضى جميع الأطراف. وإن قبل المشركون ترك آلهتهم عامًا فإن محمدًا صلى الله عليه وسلم- لم يقبل أن يترك عبادة ربه لحظة واحدة أو ما دون ذلك.
الاضطهاد
فاقد المنطق، عديم الرأى، ماذا يملك حين يعاند الحق سوى أن يمد يده ببطش وتنكيل؟ هذا ما صنعه مشركو مكة بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وصحبه الأبرار، يحاولون مرة بعد مرة أن يقتلوا النبى الكريم، إما بتسليم أبى طالب محمدًا لهم ليقتلوه، وإما بإلقاء صخرة على رأسه الشريف أثناء سجوده كمحاولة أبى جهل الفاشلة، وإما بخنقه بثوب من عنقه كصنيع عدو الله عقبة بن أبى معيط، وإما بمحاولة عمر بن الخطاب التى انتهت بإسلامه، ولئن فشل المشركون فى إزهاق روحه-صلى الله عليه وسلم- فلقد وصل إليه من شرهم الكثير والكثير، بداية من رميه بالحجر كما فعل أبو لهب عند جبل الصفا، ومرورًا بوضع الشوك على بابه وفى طريقه، وبسط اللسان بالإساءة إليه، والافتراء عليه، كما كانت تصنع زوجه أم جميل، ثم ما كان يصنعه جيرانه من إلقاء القاذورات عليه أثناء سجوده، وما كرره عقبة عند الحرم حين ألقى بسلا جزور على ظهره -صلى الله عليه وسلم- وهو ساجد، وما فعله الأخنس بن شريق من تطاول عليه وتبجح، حدث هذا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو الشريف فى قومه، الداخل فى حمى أبى طالب سيد بنى هاشم وكبيرها المطاع، فما بالنا بما حدث لصحبه، خصوصًا الضعفاء منهم؟ إن قصص تعذيبهم يندى لها جبين الإنسانية، كما إن صور بطولاتهم ترفع هاماتهم فى عنان السماء، ما سلم أحد منهم من الأذى، بداية من أبى بكر الصديق، ثم عثمان بن عفان، وعمر بن الخطاب، ومصعب بن عمير، وبلال الحبشى، وعمار بن ياسر وأبيه، وأمه، وأبى فكيهة، وخباب بن الأرت. وما اقتصر الأمر على تعذيب الرجال بل إن المرأة التى سبقت إلى الإسلام سرًا كان لها فى الاضطهاد نصيب كبير! فكما كانت خديجة رضى الله عنها أول من أسلم كانت سمية -رحمها الله- أول من استشهد وقصص تعذيب زنيرة، والنهدية، وأم عبيس، وجارية بنى مؤمل، وغيرهن حافلة ومؤلمة، لكن هؤلاء الأبطال البررة قد اختطوا لأنفسهم طريقًا واضحًا، كان عاملاً من عوامل صبرهم وثباتهم لاجتياز تلك المحنة.
الضغط على أبى طالب
إن أبا طالب وقد نشأ محمد -صلى الله عليه وسلم- فى بيته، وكبر أمام عينيه، وشهد من كريم صفاته، وسامى أخلاقه، ما قرت به عينه، يشعر حقيقة أن محمدًا ابنه لا ابن أخيه. إنه نبى، هذه الحقيقة التى تملأ فؤاد أبى طالب، ويفخر بها لسانه، هى نفسها التى نطق بها حين سأله بحيرا الراهب: ما هذا الغلام منك؟ وقد اصطحب محمدًا صبيًا فى رحلته إلى الشام، ولأنه ابنه، ولأنه محمد -صلى الله عليه وسلم- الذى يعرفه جيدًا فقد ناصر أبو طالب محمدًا فى كل موقف، وسانده فى كل ضيق، وسانده حين أقر لابنه على اتباعه، وحين أعلن تأييده يوم دعا الرسول بنى هاشم، وصرح أبو طالب بمناصرة محمد فى أروقة مكة وأنديتها، وما كان جوار أبى طالب -كبير مكة وسيد بنى هاشم- بالجوار الذى يعتدى عليه؛ لذلك رأت قريش أنه لا سبيل إلى محمد إلا عن طريق عمه، فأخذت تمشى إليه مرة بعد مرة، مشت إليه فى بداية جهره فردها ردًَّا رقيقًا، ومشت إليه فى العام السادس للنبوة عارضة أن يبدلوه عمارة بن الوليد بن المغيرة -أنهد فتى فى قريش وأجمله- بمحمد -صلى الله عليه وسلم- ليقتلوه، فتعجب أبو طالب من عرضهم وأجابهم داهشًا: أتعطونى ابنكم أغذوه لكم، وأعطيكم ابنى تقتلونه؟!. وذهبت إليه قريش مرة ثالثة متهددة متوعدة: تكفه عنا، أو ننازله وإياك فى ذلك، حتى يهلك أحد الفريقين. ولقد تعبت أعصاب أبى طالب واهتزت فى هذه المرة فراجع ابن أخيه قائلاً: ابق على وعلى نفسك، ولا تحملنى من الأمر ما لا أطيق، فأجابه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حزينًا: يا عم، والله لو وضعوا الشمس فى يمينى، والقمر فى يسارى على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه ما تركته، ثم دمعت عيناه ومضى -صلى الله عليه وسلم-، أما أبو طالب فقد ناداه ثم قال له: اذهب يابن أخى فقل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشىء أبدًا. | |
|
أسيرة الحرمان
عدد الرسائل : 280 العمر : 41 الموقع : جده العمل/الترفيه : تطوير المنتدى الاوسمة : اعلام : مزاج : الوظيفة : تاريخ التسجيل : 03/05/2008
| موضوع: رد: سيرة الرسول-صلى الله عليه وسلم- الجزء الثامن السبت نوفمبر 22, 2008 12:22 am | |
| | |
|
Eros Admin
عدد الرسائل : 338 الموقع : https://eros.mam9.com الاوسمة : مزاج : الوظيفة : تاريخ التسجيل : 09/09/2007
| موضوع: رد: سيرة الرسول-صلى الله عليه وسلم- الجزء الثامن السبت نوفمبر 29, 2008 1:56 pm | |
| | |
|